وداد زرزور شيف عشقت الطبخ منذ طفولتها، ليتبع ابنها غدي هذا الشغف ويتميز هو الآخر بوصفات غير تقليدية.
آخر تحديث منذ 3 أسابيع .
14 يونيو 2024, 15:06 GMT
لم يكن دخول الشيف وداد زرزور عالم الطهي وليد الصدفة، فقد نشأت في بيت مضياف، فتحَ أبوابه للضيوف واشتُهر بتجمعاته العائلية الكبيرة، وهي عادة لا تزال وداد تحافظ عليها حتى اليوم فتحرص على تجمع العائلة في عطلة نهاية الأسبوع، فللتجمعات حول الطعام نكهة خاصة على حد وصفها، وهي تقول: «أحب كثيرًا تلك الدردشات الطويلة بعد الانتهاء من تناول الطعام، وأنتظر بفارغ الصبر تعليقاتهم على الأطباق التي أقوم بإعدادها، خصوصًا إذا كانت أصنافًا جديدة».
فسبب عشقها الرئيسي للمطبخ هو وقوفها إلى جانب والدتها في المطبخ مذ كانت في سن الثانية عشرة، وقد تذكرت طفولتها في المطبخ قائلة: «كنت يدها اليمنى، أساعدها في تحضير موائد الغداء والعشاء، وهذا ما عزز ثقتي بقدراتي ومنحني مساحتي الخاصة لتحضير الطعام».
دخولها المطبخ في سن مبكرة أثرى ذاكرتها بالذكريات والأحداث، وتروي إحدى هذه الذكريات قائلة: «قررت والدتي في إحدى المرات طبخ خروف محشي، وشويه على الحطب، سهرنا طوال الليل مع جدتي لوالدتي، ونحن نقوم بتحضيره، استغرق الأمر 14 ساعة ليتم شواؤه على نار هادئة، حتى أصبح ناضجًا وشهيًا».
لا يمكن لإنسان أن ينكر أن النجاح الذي حققته الشيف وداد زرزور منقطع النظير، وعدد متابعيها على إنستغرام خير دليل. يثق المتابعون بوصفات وداد ثقةً عالية، كيف لا يكون هذا وقد انعكست الثقة والمصداقية، التي تحرص أن يتمتع بهما أولادها، على وصفاتها، وقد قالت: «لدى متابعِيني ثقة كبيرة بوصفاتي، ونادرًا ما أرى أي تعليق سلبي، فأنا دقيقة جدًا فيما يتعلق بتحضير الوصفات». وما نجاحها وتوفيقها هذا إلا انعكاس لشغفها ونتيجة لدعم عائلتها لها، وهي تصف هذا الدعم بأساس نجاحها اليوم، وتؤكد أنها لولاه ما كانت لتصل إلى ما وصلت إليه، فأفراد عائلتها هم شركاؤها في النجاح.
شغفها بالطبخ انعكس كثيرًا على شخصيتها، فهي تتمتع اليوم بقدرة كبيرة على التركيز وبهدوء ملفت ساعداها كثيرًا على طبخ أكثر من صنف في الوقت نفسه، كما تتميز بالسرعة والتنظيم خلال عملية الطبخ.
واللافت في الشيف وداد زرزور هو حبها لمراييل المطبخ، العنصر الأهم قبل البدء بالطبخ! تقول الشيف: «أحب أن تكون المراييل مرتبة ونظيفة، تشاركني ابنتي حبي للمراييل وهي لا تنفك تطلب مزيدًا منها!».
حملت ابنة «الشيف وودي»، اللقب المحبب لقلبها الشغف نفسه، فهي تعشق خبز الكعك والحلويات، ودائمًا ما تحظى بتشجيع والدتها التي ترى الأمر من منظور طفلة ترعرعت في كنف والدة تعشق المطبخ.
كغيرها من الطهاة، تحلم الشيف وداد زرزور وداد بإصدار كتاب يختزل جميع وصفاتها، لأنها تشعر أن للكتاب أثراً مميزًا يمكن أن تتوارثه الأجيال فيما بعد. كما تحلم أيضًا بامتلاك مطعمها الخاص، وتبلورت هذه الفكرة تدريجيًا بعد اقتحام ابنها عالم الطبخ أيضًا. وليس غريبًا أن يعشق الشاب الطهي، هو الذي تأثر بوالدته بشكل كبير، وحظي بدعمها الهائل وبثقتها العمياء، إلى درجة أصبحت أذواقهما في الطبخ متقاربة، ويستطيع فهم ما تريد من دون أن تنبس ببنت شفة.
أظهر غدي في سنينه الأولى اهتمامًا كبيرًا بكرة القدم، ولكن كانت للطبخ المكانة الأولى بين اهتماماته المتعددة. وحين توجب عليه الاختيار، وقع اختياره على الطبخ، حيث يرى من خلاله نوعًا آخر من الفن المبتكر الذي يستطيع التميز به دون غيره من المجالات الأخرى.
كانت جدته أول من تنبأ بموهبته. ففي السادسة من عمره حين لمست لديه ذوقًا خاصًا في الطبخ، يتذكر غدي الحادثة قائلًا: «كانت جدتي تُعِد طبق الباستا بالكريمة الذي تُشتهر به، تذوقته ولاحظت اختلافًا في الطعم، وبالفعل كانت جدتي قد استبدلت كريمة الطبخ بالحليب!».
تابع غدي مذ كان في سن العاشرة وصفات عبر «يوتيوب» فكان يمضي ساعات طويلة متنقلًا بين الوصفات، ما زرع في نفسه الرغبة في مرافقة والدته خلال رحلتها لدراسة الطبخ، إلا أنه لم يتمكن من ذلك نظرًا إلى صغر سنه.
كثيرة هي الأمور التي تعلمها غدي من والدته، وقد شرحها قائلًا: «تعلمت وما زلت أتعلم الكثير من والدتي التي أورثتني الترتيب والتنظيم، وكيف أصبح عضوًا فعالاً في فريق العمل». إلا أنه لا ينكر أن الدراسة والخبرة أساسيتان في هذا المجال الذي يتطور كغيره من المجالات، لذلك كان لا بد من أن يصقل مهارته، يطور أساليبه من خلال الدراسة والتطبيقات المختلفة. وفعلًا درس الشيف الشاب الطهي ومارسه في سويسرا ودبي، وإلى جانبه درس الاستدامة والإدارة البيئية ومنها تعلّم الكثير فطوّر نفسه وأسلوبه في التفكير وشخصيته كشيف.
التفاهم الواضح بينه وبين والدته وضعهما أمام حلمٍ مشترك، ألا وهو افتتاح مطعم، فتراهما اليوم يسعيان معًا ويتعاونان ليحوّلا حلمها إلى حقيقة. وفي هذا السياق لا يمكن إلا أن يفكر المرء بالعلاقة المهنية التي تربط الشاب بأمه، إلا أن الشاب ينهي الجدل بتأكيده أن العمل مع العائلة يختلف عن العمل مع الغرباء، ويستوجب أسلوبًا آخر في العمل إذا ما أراد الشركاء بلوغ النجاح، وقد شرح غدي هذا الأسلوب قائلًا: «أمي هي عائلتي في المنزل، أما خارجه، فأنا أميل إلى معاملتها كشيف، وهذا أفضل بكثير، ويعكس احترافية أكبر».
سافر غدي كثيرًا سعيًا وراء مزيدٍ من الخبرة والمعرفة، وخلال أسفاره المتعددة وتنقلاته الكثيرة، بحث عن أصل الوصفة، وتعلمها على يد ابن البلد، رافضًا تعلم طهي الوصفات التقليدية من غير جنسية البلد الذي تنتمي إليه، فلكل بلد تقاليده في إعداد وطهي الوصفات حسب رأيه.
ومن بين الوصفات التي تعلّمها غدي نذكر رغيف «ساور دو» وهو من بين الوصفات التي يتقنها ويُشتهر بها في المنطقة، وكان من بين الأوائل الذين قاموا بتحضيره، وينسب الفضل إلى والدته التي كانت تساعده في إعداده وخبزه، ساعده الإقبال الكبير عليه للاستمرار نظرًا إلى فوائده الصحية الجمة، ولذلك يعكف حاليًا على مشروع حول مستقبل هذا النوع من المخبوزات.
للنجاح أدوات كثيرة، لكن تمثل الثقة بما يقوم بتقديمه المقياس الأول لسلم النجاح بالنسبة إلى غدي، بالإضافة للاستماع إلى نصيحة من هم أكبر منه سنًا، والتعلم من خبراتهم في هذا المجال، والعمل على تطوير نفسه كل يوم من خلال تعلم أمورٍ جديدة في عالم الطبخ، حتى وإن كانت بسيطة، ومنها على سبيل المثال الاستفادة من التكنولوجيا. يعتقد غدي أن التكنولوجيا أدّت دورًا كبيرًا في اختصار الوقت، وفي تسهيل عملية الإنتاج، واحتساب التكلفة، إلا أنه يؤكد أنه لا يمكن أن تحل محل الإنسان، فالنكهة والابتكار لا يستطيع إتقانهما إلا البشر.
المزيد من الأخبار
مسلسل "القلب الأسود" سيبدأ تصويره قريباً في تركيا ومن بطولة إيجه أوسلو
اكتشفوا جمال يوليو في السعودية مع المغامرة والحماس!
تعرفي على أهم المعلومات عن اليوغا والبيلاتس للرشاقة وأسلوب الحياة الصحي
تجربة شخصية في هذا الفندق الفاخر الذي يجمع بين البساطة والرفاهية في الوقت ذاته
تعرفي على تسعة أسماء تشارك للمرة الأولى في الأولومبياد
إليكِ أفضل خطط وجبات صحية في دبي لإنقاص الوزن والتخلص من السموم
مشاهير آباء مع أطفالهم.. لن تتوقعي مدى ارتباطهم بالحياة الأسرية
اخترنا لكِ اليوم عروض عيد الأب في مطاعم راقية في دبي تلائم عيده
قد يهمكِ أيضاً