مينا مسعود وإميلي شاه: قصة حب من الخيال

أمنية وحيدة طلبها علاء الدين من الجني، وكان له ما تمنى! وعاش قصة غرامية حاكت أحداثها روايات عاطفية، هام بطلاها عشقًا ونجحا في تخطي كل الصعاب وأثبتا أن الغلبة دائمًا للحب!

عروض الزواج في المطار، وخلافات العائلات المثيرة، والمناجاة العاطفية، ومثلث الأبطال والأشرار، كلها تفاصيل عشناها على صفحات القصص الخيالية التقليدية. لكن قصة الحب التي سنرويها في ما يلي فريدة من نوعها. صحيح أن الشغف والحبّ يرافق أحداثها، إلا أن حبكتها واقعية وأبطالها أشخاص حقيقيون.

تنفرد مجلة HELLO! Arabia بإعلان خبر خطوبة ثنائي لفت الأنظار وجذب الأضواء وأصبح حديث الناس كبارًا وصغارًا في هوليوود: الممثل المصري الكندي مينا مسعود والنجمة الهندية الموهوبة إميلي شاه اللذان يعيدان تعريف مفهوم الهدف من أي علاقة بين شخصين في عصرنا الحالي.

حديثنا معهما كشف لنا الكثير من الأخبار عن قصص نجاحهما الفردية، ودمج الثقافات، وصورهما الرائعة في اليابان حيث عرض مينا مسعود الزواج على محبوبته إميلي.

بداية قصة حب مينا مسعود وإميلي شاه

اِلتقى مينا مسعود وإميلي شاه عبر تطبيق خاص، أو كما وصفته إميلي “ملتقى اجتماعي للنخبة”. تبدأ إميلي القصة بينما تتبادل ومينا نظرات حب قائلة: “كان مينا الشخص الوحيد الذي لم يتواصل معي على التطبيق. أذكر أنني فكرتُ: ما قصة هذا الشاب؟”. أخذت إميلي المبادرة بكل جرأة وبدأت معه حديثًا أفضى إلى موعدين غراميين قبل مغادرتها لتصوير فيلم بعنوان “صرخة الغابة” مع أبهاي ديول. يتذكر مينا الأيام الأولى قائلًا: “أرادت أن نكون صديقين فقط. لكنني أردت أكثر من ذلك”. كانت لحظة محورية حددت مسار قصة حبهما حين مضى الثنائي قدمًا في محاولة لمواجهة العراقيل التي اعترضت علاقتهما، كالتواصل عبر المسافات الطويلة والحماس الذي ملأ كلًّا منهما لاكتشاف الآخر.

قد يهمك أيضاً: ملكة كابلي في سطور

مينا وأميلي ضدان تجاذبا! يؤكد مينا وإميلي أن إعجاب أحدهما بالآخر يقوم على مبدأ التوازن بين الين واليانغ (القوى المتعاكسة والمتكاملة). يقول مينا وعيناه تبرقان حبًا بينما ينظر إلى خطيبته: “إميلي مختلفة تمامًا عني. أنا أميل إلى التحفظ الشديد وتجنب المواجهة، بينما هي أكثر صراحة وتقول ما تشعر به وتفكر فيه. وأنا أحب ذلك فيها لأنها أخرجت هذا الجانب مني”. ومن ناحيتها تقول إميلي: “مينا شخص متزن جدًا، يفكر قبل أن يتكلم، يفكر بالآخرين ويشعر بهم، يتحكم جدًا بكلماته، وهذه مهارة أفتقدها وأرغب في اكتسابها”.

ثقافتان مختلفتان والكثير من التفاصيل المشتركة

كان الحديث مع مينا مسعود وإميلي شاه أشبه بمقطعٍ من رواية عصرية. تبدو الأمور بينهما سلسة وسهلة جدًا، مدهشان بجمعهما بين ثقافتين مختلفتين، ورائعان كنموذج محبب لطفل هندي عربي، فكيف تمكّنا من إنجاح الأمر؟ يجيب مينا قائلًا: “عندما جلست معها للمرة الأولى في موعدنا الأول، شعرتُ أنه يمكنني حقًا أن أتزوج هذه المرأة”. علاقة الثنائي القوية تبيّن اندماجًا متناغمًا بين الثقافتين المصرية والهندية، فهما يستمتعان بالغنى الثقافي والتقاليد التي تحدد تراث كل منهما. وتضيف إميلي: “ثمة تشابه كبير بين الهنود والمصريين، تشابه يثير الجنون؛ كلانا نشأ على نهجٍ متحفظ يفرض احترام كبار السن، ويمنع فكرة عيش الثنائي معًا قبل الزواج، ويفرض على الشاب طلب يد الفتاة للزواج من والديها. كلها تقاليد متشابهة جمعتنا وقرّبت بيننا”.

عندما نذكر الهند يعني دومًا الحديث عن بوليوود، لذلك كان من الطبيعي أن نسأل مينا عما إذا كان قد فكر يومًا في دخول مدينة مومباي الحالمة، وقد أجاب مينا قائلًا: “لا شك أنني شاهدت أفلام بوليوود حتى قبل أن ألتقي إميلي، اِعتاد والداي على مشاهدتها أحيانًا. أبي معجب كبير بأميتاب باتشان، فهو يعشق أفلامه، وكان محور حديثه حين التقى بإميلي للمرة الأولى! وفي الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية تحظى بوليوود بشعبية كبيرة،” وأضاف وقد اتسعت عيناه: “أعشق الملك شاروخان. إنه الرقم واحد والأفضل على الإطلاق.”

من ناحية أخرى، فإن حب إميلي لثقافة خطيبها ملفت، فقد قالت: “أستمع إلى الموسيقى المصرية وأستمتع بالرقص على أغاني عمرو دياب، وأضافت: “ثمة أسماء كثيرة لمعت في سماء السينما المصرية مثل شادية وشيرين رضا ويسرا. يسرا من المفضلات لدي، إنها مذهلة حقًا”. ويقاطع مينا خطبيته: “دفعتها لمشاهدة الكثير من أفلام أحمد السقا، فهو ممثل مصري أيقوني في مجال الأكشن. هو توم كروز مصر”.

مينا مسعود: من الطب إلى علاء الدين

كان التعرف إلى مينا مسعود ممتعًا حقًا. لا يختلف الأمير علي الذي رافقناه عبر الشاشة كثيرًا عن الشاب الساحر في الحياة الواقعية. نشأ مينا في عائلة مصرية مهاجرة، لطالما رددت أن التمثيل لن يعدو كونه هواية ولا نفع منه كمسار وظيفي دائم. كان والده مهندس أقمار صناعية، عمل في المملكة العربية السعودية عدةَ سنوات، وعاش هناك مع زوجته وابنتيه قبل أن ينضم مينا إلى العائلة. قررت العائلة مسبقًا أن يدرس مينا الطب كشقيقتيه اللتين تخصصتا في مجال الصيدلة. حاول مينا تحقيق رغبة العائلة، إلا أن القدر شاء عكس ذلك، وقد ذكر تفاصيل تلك المدة قائلًا: “أتذكر أنني كنت جالسًا في الفصل والملل يأكلني أمام معلومات لم تثر اهتمامي يومًا. فكرت أنه إن لم أتبع شغفي، فسوف أندم على ذلك بقيةَ حياتي. تقدمت لاختبار في أكاديمية المسرح وكنت من بين 30 ناجحًا. خيبت أمل والديّ بشكل كبير. تشاجرنا مدّةً قصيرة، حتى أنني غادرت المنزل بضعةَ أيام”. لكن الرحلة التي اختارها مينا لم تكن دائمًا وردية، فقد اضطُر الممثل الموهوب إلى العمل عدة سنوات في المطاعم لتأمين قوت يومه وادخار الأموال لتحقيق حلمه في الانتقال إلى هوليوود. وبالفعل أثبت مينا أن العمل الجاد يؤتي ثماره، فقد نجح في أول أدواره الاحترافية حيت شارك في مسلسل نيكيتا بشخصية أحد أفراد تنظيم القاعدة.

يصرح مينا مسعود بفخر أن دور علاء الدين هو سبب شهرته، كيف لا يكون كذلك وعلاء الدين هي قصة سمعناها جميعًا في صغرنا، كما أنها تجلب شعورًا بالحنين وتحتفل بإرث انتقل من جداتنا إلى أمهاتنا والآن إلى الجيل الجديد، وحمل معه روايات عالم المصابيح والسجاد الطائر والملوك وسط الصحراء. يقول مينا: “علاء الدين يحتل مكانة خاصة في قلبي. قد يكون الشخصية التي كنت أتمنى دائمًا تأديتها.” واسترسل مينا في الحديث بينما كان يصف عملية التصوير وموقع التصوير، حتى خُيّل لنا أننا مع الأمير علي على بساطه الطائر نتجول فوق المدينة، وقد قال: “صوّرنا معظم الفيلم في المملكة المتحدة وذهبنا إلى الأردن لتصوير جميع مشاهد الصحراء. لن أنسى أبدًا التصوير في وادي رم. تخطى دوري التمثيل، فقد كنت وسيطًا لغويًا بين المخرج جاي ريتشي ومدربي الإبل والبدو الذين شاركونا في تصوير كل مشاهد الصحراء الرئيسية.”

وكان لمينا فخر لقاء العائلة المالكة الأردنية. وهل من طريقة لتجسيد رقة الأمير وكبريائه وملكيته أفضل من لقاء الأمير علي الحقيقي نفسه؟ كان لقاءً مميزًا عبّر عنه مينا بقوله: “كانت لحظة حقيقية حين التقيت الملك عبد الله وكذلك الأمير علي. كان الملك لطيفًا جدًا، نقلنا بطائراته الخاصة إلى مدينة البتراء لتحقيق رغبة طاقم العمل بزيارتها. عاملتنا العائلة المالكة بشكل رائع.”

فيلم مينا مسعود الجديد

يعتبر مينا مسعود أن البقاء على اتصال بجذوره جزء مهم من هويته كممثل. حبّه لثقافته واللغة العربية دفعه إلى العمل على ثاني فيلم عربي له بعنوان “عيسى” إلى جانب الممثل الكبير خالد الصاوي والنجمة الصاعدة رنا رئيس، في تعاون ثانٍ مع المخرج محمود حجازي بعد تعاونهما “في عز الضهر” الذي جمعه بشيرين رضا وميرنا نور الدين ومحمد فاروق. يتحدث مينا عن العمل الجديد فيقول: “يروي العمل قصة رجل يفقد ذاكرته ولا يعرف من هو.  ولا أحد من حوله يعرفه. فتبدأ رحلة اكتشاف هويته وأسباب فقدانه للذاكرة. إنه فيلم إثارة ودراما مليء بالمنعطفات.”

والتمثيل ليس شغف مينا وحده، فخطيبته إميلي تشاركه هذا الشغف وعلاقتها بهذا المجال وثيقة جدًا. والدها براشانت شاه منتج مخضرم أسس شركة إنتاج (بوليوود هوليوود) عام 1999 شقّ من خلالها طريقه إلى العالمية. تعاونت الشركة مع شركات رائدة مثل Dharma Productions وRed Chillies وأدارت محفظة كبيرة من المشاريع مثل “My Name Is Khan” مع شاروخان، و “Dostana” مع أبيشيك باهشان، و”Kites” مع هريتيك روشان. كما كانت للشابة تجربتها الخاصة تحت الأضواء إذ شاركت في عروض أزياء وفي برودواي بنيوجيرسي، وبين منصات العرض وأمام الكاميرات، كان دخول الشابة إلى عالم السينما وشهرتها أمرًا محتومًا.

يتوق الكثيرون ممن سلب قلبهم مظهر مينا مسعود الشبيه بمظهر الأمراء وغمازته اللطيفة التي تعكس تمامًا سحر الأمير علي، وممن هاموا في جاذبية إميلي النارية والجريئة، لمعرفة كيف تحولت علاقة بدأت عبر تطبيق إلى عهدٍ مدى الحياة. يقول مينا: “نحن معًا منذ خمس سنوات. واجهنا تحديات كثيرة منها كوفيد 19، وارتباطاتنا الفنية وجداول أعمالنا. لكنني كنت متأكداً أنني أريد أن أنتقل بعلاقتنا إلى مستوى جديد بحلول نهاية عام 2023. كان لدي رحلة عمل إلى طوكيو باليابان واعتقدت أن هذا هو الموقع المثالي”.

كيف عرض مينا مسعود الزواج من إميلي

لم يرغب مينا مسعود أن يمشي مع التيار فيحضّر عرضًا أمام برج إيفل أو يضيء لها برج خليفة ليطلب يدها للزواج ويكتسح وسائل التواصل الاجتماعي، بل أراد أن يطلب يدها ضمن أجواء حميمة بسيطة. صحيح أن النجمين وجهان من العصر الحالي، إلا أنهما يتمسكان بحنين إلى بساطة الرومانسية ولا يستهويهما ما يستهوي الجيل الحالي، يقول مينا: “أعرف أن إميلي تحب حجر الزمرد والماركيز. اِبتعت لها خاتمًا مثاليًا خاليًا من العيوب ونادرًا. وقبل ذهابنا إلى اليابان طلبت منها أن تعد مجموعة من الفساتين لأن جدول رحلتنا يتضمن فعاليات على السجادة الحمراء. وعندما وصلنا أخبرتها أن الحفل أُلغِيَ ولكننا سنصوّر فيديو لحملة خاصة بعلامة تجارية، وأحتاج إلى مساعدتها. بعدها قمت بإعداد الكاميرات وكل ما يلزم. كنت متوترًا جدًا لكنها أتت وعرضت عليها الزواج!”

أكدت إميلي وهي تخفي ابتسامة أنها شعورًا غريبًا ساورها في حينها. بينما كان مينا يخطط ويحضر لعرض زواج مثالي، كانت إميلي تشعر أن ثمة مفاجأة في انتظارها، فقررت أن تحضّر نفسها، وقد قالت: “رحلة اليابان، الفساتين التي طلبها، سؤاله عن الخاتم الذي قد يعجبني، اِنضمام عائلتينا إلينا، كلها أسباب جعلتني أفكر أنه قد يعرض علي الزواج.” لم تشأ إميلي أن تذهب إلى اليابان من دون أن تستعد فحضرت مجموعة ملابس بيضاء بمختلف درجات اللون الأبيض مثل الفاتح والعاجي من علامات تجارية مختلفة. وصل الثنائي إلى اليابان، وكان مينا يعمل لمدة أسبوعين تقريبًا، فيما كانت إميلي تنتظر عرضه يوميًا ولكن كان اليوم يمر ولا شيء جديد!، وقد عبّرت إميلي عن خيبة صغيرة قائلة: “قلت لنفسي إن لم يكن الآن، فربما لاحقًا خلال العطلة،” وتابعت: “كانت عطلتنا تشارف على الانتهاء، فافترضت أن العرض المنتظر لن يحصل! بينما كنا نستعد لمغادرة إتامي، طلب مينا مني أن أحزم حقيبة صغيرة لأننا سنعود إلى طوكيو قبل أن نذهب إلى كيوتو من دون أن يفصح عن المكان الذي نتجه إليه، ثم طلبت منه اختيار بعض الملابس فاختار فستانين أبيضين، تأكدت حينها أن اللحظة الكبرى قريبة!”.

لا يفكر مينا مسعود وإميلي شاه حاليًا في المستقبل فجداول أعمالهما السينمائية الحافلة، وإدارة شركتهما الخاصة للمشروبات وكذلك شركات الإنتاج الخاصة بهما تأخذ الكثير من وقتهما. إلا أنهما متفقان منذ الآن على الإقامة في كاليفورنيا، فهي المكان الذي قضيا فيه معظم وقتهما، وقد عبّرت إميلي عن الحبّ والأمان الذين تشعر بهما مع مينا قائلة: “بالنسبة إليّ، أينما يكون مينا، فهذا هو بيتي”.

أمران آخران يتفق عليهما الثنائي، أولهما تحقيق حلمهما المشترك والتقاعد في أوروبا، وقد قال مينا مسعود: “أين نرى نفسينا بعد خمس سنوات؟ نأمل أن نعيش في إيطاليا. نريد أن يكون لنا بيت هناك لأننا نشعر حقًا برابط قوي جدًا بهذا البلد،” وقد أضاف ضاحكًا: “أجريت اختبارًا جينيًا على أمل أن أكون من أصول إيطالية ولو بنسبة 2%، إلا أن الاختبار أثبت أنني مصري بنسبة 99.8%”.  أما الأمر الثاني فهو الأطفال! لم يحددا بعد متى سينجبان وعدد الأطفال الذي يرغبان فيه، إلا أن كليهما يرغب في تكوين أسرة، ومن يدري، ربما يجمعنا بهما لقاء بعد عامين لخبرٍ حصري لمجلة Hello!

لقراءة القصة باللغة الإنجليزية، زوروا هذه الصفحة.

instagram.com/menamassoud
instagram.com/emily.shah